لقد ولدنا في الغرب ونرى الاسلام يهاجم دائما ومن هؤلاء هذا الرجل المجنون ريتشارد دوكنز. هذا الرجل يهاجم الأديان ويلصق كل شيء سيء بها ويقول بأنه ليس هناك دليل على وجود الله تعالى. دعني فقط أوضح شيئين هنا: يقال بأن يجب أن نؤمن بالشيء الذي يمكن رصده فيجب لمسه ومعاينته.. والسؤال هو لو كان الله يلمس وويرى ويعاين هل هذا إله؟ بالطبع لا.
لن يكون هناك امتحان في الايمان لأن كل شيء أمامك
ليس فقط امتحان ايمان بل في الحقيقة الله أعطى أدلة كثيرة للايمان به. دعني أعطك مثالا: هل تؤمن بأن لديك جدتك العاشرة؟
نعم.. أقصد لولا هذا لما كنت الآن هنا
بالظبط إذن هل رأيت أو رصدت وجود جدتك العاشرة؟ ليس لديك حمضها النووي ولا تعرف مكان قبرها.
من المفترض أنها لدي
ليس هذا ما أقصده بل المقصد هو استعمال المصطلحات.. بالمنهجية التجريبية ليس لديك أي دليل وقد ضعنا كلنا. لأن العلم التجريبي يقول بأننا نعاين الأدلة المادية المحسوسة والملموسة. أما هذا فشيء لا يعاين أصلا. فالطريقة التي عرفت بها أن لديك جدتك العاشرة هي وجودك هنا. إذن أنت قمت بعملية عقلية غير منطلقة من العالم المادي بل منطلقة من الضرورة المنطقية. لابد من وجود جدتك العاشرة بالضرورة وإلا لما كنت هنا.. نعم لا تستطيع رؤيتها وإن قلت بأنها لم توجد فستتهم بالجنون. المقصود هنا بأننا لا نحتاج دائما للأدلة لمادية لكي نستنتج استنتاجات عقلية.. مثلها مثل اثبات الله تعالى. كما قلت أنت السبب والنتيجة الخالق والمخلوق. كل حادث له محدِث.. كل شيء في الكون جاء إلى الوجود جاء بسبب لابد أن لكل شيء سبب ولايمكن أن يأتي من العدم. ثانيا بدون أي ذرة شك الكون قد بدأ ونشأ طبقا للفسلفة والرياضيات وكما تعرف الانفجار العظيم. من كل هذا نستنتج أن للكون سببا وموجدا بدون شك الكون له سبب.. فما هي طبيعة هذا السبب؟ من أوجد الكون ليس جزءا من الكون لأنه لو كان كذلك فالكون سيكون موجودا وغير موجود في الوقت نفسه.. هذا غير منطقي. بل هذا جنون.. هل يمكن لأبي بكر أن يوجد ولا يوجد.. أعلم أنك تريده أن يختفي لقد أخبرني بذلك. لابد أنه واحد فمثلا عند طرق الباب لايمكن أن نفترض وجود فريق كرة القدم خلفه.. نقول بأنه واحد فهذا أكثر تفسير منطقي. ولابد أنه قوي قوة مطلقة فلقد خلق الكون كله.. ولابد أن يكون غير مخلوق لأن بعض الناس تسأل من خلق الله؟ هو غير مخلوق لماذا؟ دعني أعطك مثالا: سوف أطلق النار عليك.. لكن قبل ذلك علي أن أسأل أبوبكر وهو سيقول: انتظر علي أن أسأل صديقي وهو سيطلب الإذن كذلك وهكذا. إذا استمرت إلى مالانهاية هل سأطلق النار عليك إذن هذا مستحيل.. طبق هذا المثال على الكون. إذن فالسؤال من خلق الله يعادل قولنا بعدم وجود الكون والخلق من الأساس.. لأننا لو استمرينا إلى الأبد فلن يكون هناك كون أصلا. أنظر ما استنتجنا ببساطة.. نلخص نقاطنا قلنا يوجد سبب للكون واحد مطلق القوة وغير مخلوق وهذا بالظبط مايقوله القرآن. " قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفؤا أحد ".. الله واحد أحد فرد أزلي صمد قيوم لم يلد ولم يولد يعني غير مخلوق ولايكافؤه شيء فهو غير مادي وغني عن الخلق ومتعال عن الكون. إذن باستعمال العقل والتفكير كما يأمرنا القرآن دائما بالتفكر والتدبر "يعقلون" و"يتفكرون" فنحن كائنات مفكرة. فالنتيجة التي نخلص إليها أن هناك إلها وهذا بالنسبة لي دليل لايدحض.. يمكننا أن نعيد الأدلة واحدة تلو الأخرى بتأن.. إذن هناك أدلة على وجود الله. وما يمكنني قوله هو: هل يتعامل الله كغائب فيخلقك ثم يتركك؟ كيف لنا أن نطبق أشياء محدودة على الله لم نطبقها على نفوسنا. الجوال مثلا قد صنعه البشر ومعه دليل ولائحة.. أتظن أن الله يخلق شيئا ولا يعطينا دليلا نتبعه ونظن سوءا بخالق الكون.. هذا عين الجنون. المقصود هو أن الله قد أعطانا وحيا. فما هو هذا الوحي؟؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي يجب أن نتحدث عنه.