الجمعة، 30 نوفمبر 2012

هل الأحداث العشوائية في الفراغ الكمي تنفي وجود الله؟


هل الأحداث العشوائية في الفراغ الكمي تنفي وجود الله؟





لدينا اعتراض في أوساط الملحدين يقولون: يمكننا أن نحصل على شيء من العدم وهم يقصدون بهذا الفراغ الكمي. بالمناسبة لا أدعي بأني فيزيائي لكن لنشرح وجهة نظرهم هم يقولون: في الفراغ الكمي لدينا جزيئات تحت الذرية تظهر بشكل عشوائي. أو أن أشياء تحدث في الحقل الكمومي لا تتبع السببية لذلك يمكن لشيء أن يأتي من العدم. لكنهم يتلاعبون بالألفاظ؟ ماذا يقصدون بكلمة "العدم" نحن نقصد غياب الطاقة والمادة وهم يقصدون بهذا الحقل الكمومي لكن هذا الحقل شيء ما.
فيلسوف العلوم جون بولكينهورن يقول: الفراغ الكمي ليس عدما فهو بنية تتبع قوانين الكون وهو عبارة عن أمواج من طاقة متذبذبة. إذن هو شيء وليس عدما.. كذلك يمكننا أن ندعي بأن الأشياء تحدث بدون سبب هي في نظرة لتفسيرات معينة في الفراغ الكمي وهي النظرة اللاحتمية. التي يتبناها أغلب الفيزيائيين مثل ستيفن هوكنغ. لكن هناك تفسيرات أخرى مثل تفسير ديفيد بوهم في الخمسينيات أو نظريات كوبنهاغن. التي تقول بأن الأشياء التي تحدث في الفراغ الكمي نتيجة سبب ما.. فلدينا تفسيرات ويمكن تبني أي تفسير منهم. إذن اعتراضات الملحدين غير صالحة ولا تثبت أن شيئا يمكن أن يأتي من العدم. كذلك العالم الشهير ستيفن هوكنغ في كتابه "التصميم العظيم" الذي يقول فيه أن الفسلفة ماتت والمضحك أننا عندما نقرأ الكتاب نجده مليئا بالفلسفة.. لاأدري لم يناققضون أنفسهم فهذا غير معقول. حسنا مع ذلك دعونا نتحدث عنها. يقول بأن الكون يمكن له أن يأتي من لاشيء لكن من جديد تعريفه للعدم هو الفراغ الكمي والذي يعتبر شيئا موجودا. نستنتج بأن هذه الحجة غير مقبولة ولا معقولة فلا يمكن لشيء أن يأتي من العدم.

-------------------

هناك اعتراض في أن هذا الافتراض لوجود الله " كل حادث له مُحدِث أي كل ما أتى لحيز الوجود له سبب " غير صحيح، وبالتالي فهذا يبطل الحجة الكونية الكلامية على وجود الله.
نشأ هذا الاعتراض بسبب الملاحظات الواضحة في الفراغ الكمّي وهي حدوث أحداث تحت الذرية بصورة عشوائية بدون أي سبب يُذكر. في ضوء هذا الافتراض، هناك بعض الاعتراضات الوجيهة التي نطرحها:

1. أولا، الرأي الذي يقول بأن الأحداث تحدث هكذا بدون سبب محتمل ولسنا متأكدين مطلقا من ذلك وهذا ما يعرف باسم اللاحتمية أو الارتياب، إن عدم قدرتنا على تحديد السبب لا يعني مطلقا بأنه لا يوجد سبب.

2. ثانيا، هناك وجهات نظر حتمية معتمدة من قبل الفيزيائيين لتفسير ما يسمى بـ "الأحداث دون الذرية العشوائية". على سبيل المثال في خمسينيات القرن الماضي أظهر ديفيد بوم (David Bohm) أن هناك صيغة بديلة لنظرية الكم التي تعتبر حتمية تماما في بنيتها الأساسية. وتعليقا على نظرية بوهم يقول بولكينغهورن (Polkinghorne) مفسرا:
"من الناحية النظرية لبوهم فإن هناك جزيئات التي تهدف كما هي إلى الحتمية  في سلوكها بدون اشكال وكما تمنى لها إسحاق نيوتن أن تكون. ومع ذلك، فإن هناك موجة خفية أيضا تشفر معلومات المحيط بأكملها. لا يمكن ملاحظتها مباشرة ولكنها تؤثر بشكل خفي ودقيق للغاية وحركات الجزيئات بطريقة وكأنها تحرض الآثار الاحتمالية الملاحظة تجريبيا ".

هذا يعني بأنه يمكن تفسير الواقع اللاحتمي الظاهر على مستوى الكم بشكل حتمي بسبب هذه الموجة الخفية التي تنتج آثارا احتمالية لاحتمية. وعلى العكس من ذلك، بما أن هذين التفسيرين مقبولين وقد لوحظا تجريبيا في نظرية الكم، فإن الاختيار بينهما سيستند على قرارات ميتافيزيقية ماورائية وليست علمية. وهذا ما يؤدي إلى الرد الفلسفي على ذلك الادعاء.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق